Published On: Sat, Jul 19th, 2025

سوق أبوظبي يتواصل في صعوده ويحقق مكاسب قوية بينما مؤشر دبي ينهي سلسلة ارتفاعاته المتتالية

شهد سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال الأسبوع الماضي استمراراً ملحوظاً في مسيرة الارتفاع، حيث تمكن المؤشر العام من تحقيق مكاسب بلغت نسبتها حوالي 0.9%، ليغلق عند مستوى 10,151 نقطة، مسجلاً بذلك أعلى إغلاق له منذ بداية عام 2023. جاء هذا الأداء الإيجابي مع تداولات نشطة تجاوزت قيمتها الإجمالية 1.78 مليار درهم، ما يعكس تعافي الاقتصاد الإماراتي وثقة المستثمرين في السوق المحلي. وقد ارتفع رأس المال السوقي للسوق الإماراتي ليقترب بشكل متزايد من مستويات قياسية، مدعوماً بإقبال متزايد من المستثمرين المحليين والأجانب على الأسهم المدرجة، مما أكسب سوق أبوظبي مكانة متقدمة على خريطة الأسواق العالمية الإقليمية.

في المقابل، شهد مؤشر سوق دبي المالي تراجعاً طفيفاً بعد سلسلة من الجلسات الإيجابية، إذ أنهى مؤشر دبي أداءه خلال الأسبوع بخسائر محدودة أوقفت سلسلة المكاسب المتتالية التي استمرت لمدة 5 جلسات، حيث أغلقت مؤشرات السوق عند حوالي 5,914 نقطة. رافق هذا التراجع بعض التصحيحات التي شهدتها أسعار أسهم بعض الشركات الكبرى، لكن النشاط التداولي لا يزال قوياً مع حجم تداولات تجاوز 961 مليون درهم. ويُعزى توقف صعود مؤشر دبي إلى جني الأرباح من قبل بعض المستثمرين مع تطلع آخرين لنتائج الشركات المُدرجة عن الربع الثاني من عام 2025، والتي ينتظر أن تؤثر بشكل كبير على توجهات السوق في الفترة المقبلة.

ويأتي هذا التباين في أداء أسواق الإمارات المالية في ظل أجواء إيجابية بوجه عام، حيث تركز المستثمرون على النتائج المالية للشركات المؤثرة والقرارات الاقتصادية المرتقبة التي من المتوقع أن تعزز من ثقة السوق، بالإضافة إلى السياسات الحكومية التي تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية والتكنولوجية. كما يشهد سوق أبوظبي تزايداً ملحوظاً في حجم الاستثمارات الأجنبية، التي ارتفعت بنحو 99.5% في النصف الأول من العام 2025، ما يعكس جاذبية السوق للمستثمرين الدوليين الباحثين عن فرص نمو قوية ومستقرّة في المنطقة.

وعلى صعيد القطاعات، شهد قطاع العقارات والصناعة المرافق والطاقة طلباً متصاعداً، حيث سجل القطاع العقاري وحده ارتفاعات تجاوزت 3.5% خلال فترة المراقبة، فيما استجاب القطاع الصناعي بنمو بنسب قريبة من 2.2%، مع اهتمام متزايد بقطاعات الخدمات الاستهلاكية والمالية التي أظهرت أداءً مستقراً إلى إيجابي. كما تواصل شركات كبرى مثل أبوظبي الأول والإمارات دبي الوطني وملتيبلاي تحقيق أداء قوي يدعم معنويات المستثمرين ويساهم في تنشيط الأسواق حتى مع التغيرات الطارئة في مؤشرات بعض القطاعات.

هذه الظروف السوقية تنعكس إيجاباً على بيئة الأعمال في الإمارات، حيث يستعد مستثمرو السوق لاستقبال نتائج الشركات الفصلية التي ستُعلن خلال الأسابيع القادمة، والتي من المنتظر أن ترسم خريطة أداء العام بأكمله، مسهمة في رسم استراتيجيات الاستثمار بشكل أكثر دقة وواقعية. مع ذلك، يحمل المستثمرون حذرهم في مواجهة التقلبات القصيرة الأجل التي تحدث أحياناً ضمن حركة السوق، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية غير المستقرة وتأثير الأسعار العالمية للسلع الأساسية.

ختاماً، يبرز سوق أبوظبي كوجهة استثمارية قوية ومركز مالي متطور يجذب رؤوس الأموال العالمية بفضل استقرار البيئة الاقتصادية والتشريعية، بينما ينتظر سوق دبي فرص استثمارية جديدة قد تعيد زخم النمو إلى مؤشراته. وتبقى الأسواق الإماراتية بكافة مكوناتها محط أنظار المستثمرين الباحثين عن فرص آمنة ومجدية في قلب منطقة الشرق الأوسط الديناميكية.