مصادر: الجيش والمخابرات الإسرائيلية يقيمان معسكراً للاعتقال في الجنوب السوري
في تطورات متسارعة تشهدها المنطقة، تتصاعد التوترات في الجنوب السوري بالتزامن مع أنباء عن مفاوضات بين سوريا وإسرائيل في باكو، وسط اتهامات بانتهاكات وعمليات عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي السورية.
في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير عن مفاوضات إيجابية بين سوريا وإسرائيل في باكو، أفادت مصادر من الجنوب السوري عن قيام قوات إسرائيلية بإنشاء معسكر يضم خيمة اعتقال كبيرة. وبحسب المصادر، يتم جلب معتقلين سوريين من سكان الجنوب إلى هذا المعسكر للتحقيق معهم بشأن ما تصفه إسرائيل بـ(نشاطات إرهابية) تدعي أن إيران تحاول تنظيمها.
أفاد أقارب المعتقلين بأن المحققين الإسرائيليين يمارسون التخويف والتنكيل خلال التحقيقات، ويحتجزون المعتقلين لعدة أيام، وفي بعض الحالات يتم نقلهم إلى إسرائيل لاستكمال التحقيق.
تشير التقارير إلى أن الاعتقالات طالت ثلاثة مواطنين من مدينة القنيطرة، جنوب سوريا، يوم الجمعة، حيث صادر الجيش الإسرائيلي جراراً زراعياً كانوا يستخدمونه لنقل بقايا أشجار في ريف القنيطرة، واقتادتهم إلى القاعدة العسكرية التي تضم خيمة الاعتقال.
أكدت مصادر من بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، والتي تربطها علاقات قرابة مع المواطنين الدروز في السويداء، أن الأيام الأخيرة تشهد تحركات عسكرية إسرائيلية مكثفة وغير مسبوقة في الجنوب السوري، خاصة في ريف القنيطرة ودرعا، حيث تنظم دوريات عسكرية تتوغل في القرى والبلدات وتنفذ اعتقالات عديدة. وتقوم القوات الإسرائيلية بإقامة تسعة مواقع عسكرية ثابتة في المناطق التي احتلتها، وتشهد هذه المواقع حركة نشطة بشكل غير عادي، ويبدو أنها تحتوي على أكثر من خيمة اعتقال واحدة.
على سبيل المثال، اقتحمت القوات الإسرائيلية قرية كودنة، ونصبت حاجزاً مؤقتاً على الطريق الواصل بين القرية وقرية عين زيوان. وفي قرية الصمدانية الشرقية، اقتحمت قوات محمولة على ثلاث مجنزرات منزل المواطن محمد الجمعة، واعتقلته دون توجيه أي تهمة أو توضيح للأسباب، ولا يزال مصيره ومكان احتجازه مجهولين حتى اللحظة.
وفي قرية أم العظام، قامت القوات الإسرائيلية بنصب حاجز طيّار، وفتّشت المارّة والمركبات، واعتقلت أربعة أشخاص، واقتادتهم إلى قاعدة العدنانية، إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، قبل أن تُفرج عنهم بعد ثلاث ساعات. وفي قرية بريقة بريف القنيطرة الأوسط، نصبت إسرائيل حاجزاً عسكرياً طيّاراً، وأجرت عمليات تفتيش للمركبات المارّة، وأوقفت إحدى الحافلات واستجوبت الشبّان الذين كانوا فيها. وفي الريف الشمالي، شهدت قرية جباثا الخشب توغلاً جديداً لدورية إسرائيلية مكوّنة من سيارتين.
بالتزامن مع ذلك، شهد الريف الجنوبي من محافظة القنيطرة والريف الغربي من محافظة درعا إطلاق قنابل مضيئة، وتحليق مكثّف لطيران الاستطلاع والطيران الحربي في أجواء المحافظتين.
ذكرت مصادر لـ(خبر عاجل) أن قوات سلاح الهندسة الإسرائيلي نفذت عمليات حفر ورفع سواتر ترابية غربي بلدات بريقة وبئر عجم، ضمن مشروع (سوفا 53)، الذي بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذه في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2022، ويهدف إلى تعزيز التحصينات العسكرية على طول الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل.
وبحسب المصادر، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في الجنوب السوري لم تعد عابرة وأصبحت يومية، وتهدف إلى (محاولة إفهام الناس أنها صاحبة القول والفصل)، وبذلك تفرض نفسها كمحتل يفرض إرادته. وتدعي السلطات الإسرائيلية أن هذه النشاطات تهدف إلى (تحقيق أمن إسرائيل ومنع تنظيمات الإرهاب من الإطلال برأسها في هذه المنطقة). وتزعم أن إيران و(حزب الله) ما زالا يعملان في الجنوب السوري لتنظيم هجمات على مستوطنات الجولان شبيهة بهجوم (حماس) على غلاف غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأن كل عمليات الجيش في المنطقة محكومة بضرورة صد هذه المحاولات.
يذكر أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، التقيا الخميس في باكو، بهدف دفع المفاوضات بينهما للتوصل إلى تفاهمات أمنية، واتفقا على الاستمرار في المفاوضات.