Published On: Mon, Aug 4th, 2025

تحالف “أوبك+” يقرر زيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من سبتمبر المقبل

في خطوة جديدة تعكس مرونة السياسات النفطية وتحركها وفق متغيرات السوق العالمي، أعلن تحالف “أوبك+” عن اتفاق مهم يقضي بزيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يوميًا بدءًا من شهر سبتمبر المقبل، وذلك بعد مشاورات ومفاوضات دقيقة جمعت الدول الأعضاء في التحالف لمراجعة استراتيجيتهم الإنتاجية، خصوصًا في ظل تقلبات الأسعار وتزايد الطلب العالمي على الطاقة.

وجاء هذا القرار ليعبر عن توجه جماعي من الدول المنتجة نحو تحقيق توازن بين حماية مصالحها الاقتصادية من جهة، وضمان استقرار السوق النفطية العالمية من جهة أخرى، حيث يسعى التحالف إلى تجنب الارتفاعات غير المبررة في الأسعار التي قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي، وفي نفس الوقت يسعى لتعويض النقص في الإمدادات الذي قد يضر بالاقتصادات المستهلكة، لا سيما مع مؤشرات الانتعاش الصناعي في عدد من الدول الكبرى.

ويُعد تحالف “أوبك+” واحدًا من أبرز الكيانات التي تلعب دورًا محوريًا في إدارة سوق النفط العالمي، حيث يضم مجموعة من الدول المنتجة للنفط من داخل منظمة “أوبك” وخارجها، وقد شكّل هذا التكتل خلال السنوات الماضية قوة مؤثرة استطاعت عبر قرارات مدروسة أن تُعيد ضبط السوق في مواجهة أزمات حادة، مثل ما حدث خلال جائحة كورونا أو في ظل التوترات الجيوسياسية.

القرار الجديد بزيادة الإنتاج لم يأتِ بشكل عشوائي، بل استند إلى تحليلات معمّقة ودراسات اقتصادية حول مسار الطلب المتوقع على النفط في الأشهر المقبلة، خاصة مع دخول فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وعودة النشاط الاقتصادي في آسيا وأوروبا إلى وتيرته الطبيعية، فضلاً عن استقرار أسواق المال والتجارة الدولية بشكل نسبي.

ومن المتوقع أن يكون لهذا القرار تأثيرات مباشرة على أسعار النفط، حيث من المرجح أن يسهم في الحد من موجات الارتفاع التي شهدتها الأسواق في الفترة الأخيرة، ويعزز من استقرار الإمدادات للدول المستهلكة الكبرى، مثل الصين والهند وأوروبا الغربية. كما أن هذه الزيادة قد تساعد في تلبية احتياجات المصافي العالمية التي كانت تعاني من ضغط في الطلب على الخام، خصوصًا في ظل تراجع المخزونات لدى بعض الدول الكبرى.

وتجدر الإشارة إلى أن تحالف “أوبك+” يعمل دائمًا وفق مبدأ التوازن، فهو لا يسعى فقط إلى زيادة الإنتاج أو خفضه بحسب الظروف، بل يحرص على اتخاذ قرارات محسوبة تضمن استدامة سوق النفط بشكل صحي، وتمنع الانهيارات أو القفزات المفاجئة التي قد تربك الأسواق. كما أن هذه الخطوة قد تعكس استعداد التحالف لمزيد من المرونة خلال الفترة المقبلة، استجابةً لأي تغيرات مفاجئة سواء في الطلب أو في الظروف الجيوسياسية والاقتصادية الدولية.

في المجمل، تمثل هذه الزيادة خطوة إستراتيجية محسوبة، تسعى من خلالها الدول المنتجة إلى التعامل بذكاء مع متغيرات السوق، وتأمين احتياجاته دون التسبب في فائض مفرط أو نقص حاد، وهي خطوة أخرى في مسيرة التحالف الذي بات يُنظر إليه كعنصر توازن أساسي في الاقتصاد العالمي.