استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قصر الكرملين بموسكو، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في زيارة رسمية تعكس قوة ومتانة العلاقات بين البلدين. بدأت مراسم الاستقبال بعزف النشيدين الوطنيين للإمارات وروسيا، واستعراض حرس الشرف، ثم تبادل القائدان التحية والمصافحة وسط أجواء ودية تعكس عمق الروابط الدبلوماسية.

عقب المراسم، عقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية في قاعة سانت جورج، تم خلالها استعراض أطر الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وبحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مع التركيز على تنمية حجم التبادل التجاري الذي شهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. كما ناقش الطرفان مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والنقل، إلى جانب فرص التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

وتطرقت المباحثات إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، حيث تبادل الزعيمان وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وملف السلام في المنطقة، إضافة إلى مناقشة الجهود الإنسانية المشتركة ودور البلدين في دعم الاستقرار والتنمية. كما أبدى بوتين تقديره لدور الإمارات كوسيط دبلوماسي مهم في العديد من القضايا العالمية.

وامتد اللقاء إلى جلسة غير رسمية استمرت عدة ساعات، تناولت ملفات أكثر عمقًا تتعلق بالتعاون المستقبلي، وتوطيد العلاقات على المستويين الحكومي والشعبي. وفي ختام الزيارة، تم الإعلان عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون في مجالات النقل البري، والخدمات، والاستثمار، مما يعكس التوجه نحو شراكة أكثر شمولًا واستدامة بين الجانبين.

غادر الشيخ محمد بن زايد الكرملين وسط مراسم وداع رسمية، حيث رافقه بوتين حتى سيارته في مشهد يعكس الاحترام المتبادل والعلاقات المتينة بين البلدين، مؤكدين استمرار التواصل والعمل المشترك لتحقيق مصالحهما المشتركة ودعم الاستقرار الإقليمي والعالمي.