لإمارات وروسيا.. شراكة استراتيجية مبنية على المصالح المتوازنة
ا ومستقبل مشتركفي ظل التحولات العالمية الراهنة والتعقيدات المتزايدة على الساحة الدولية، تمضي دولة الإمارات بقوة نحو تعزيز شراكة راسخة مع روسيا ترتكز على قاعدة من المصالح المتوازنة والرؤية الاستراتيجية المشتركة. هذه الشراكة ليست وليدة اللحظة، بل هي ثمرة تحولات متأنية تعكس إدراكًا واضحًا بأن الطموح الوطني يرتبط بتناغم المصالح وطموحات الاستدامة.لقد أثبتت هذه العلاقة أن الدول لا تتحالف فقط بالمواقف السياسية، بل بالمشاريع الاقتصادية والإنسانية التي تعود بالنفع المشترك. إن التعاون الذي يجمع الإمارات وروسيا اليوم يمتد ليشمل قطاعات حيوية كالتجارة والطاقة والتكنولوجيا والفضاء والاستثمار، ويمكن القول إن تعزيز هذا التعاون جاء نتيجة إدراك مسبق لأهمية التنسيق في زمن يتطلب مرونة سياسية واستجابات ذكية للتحديات العالمية.من جهة أخرى، تتكامل رؤية الطرفين حول أهمية التعددية والتعاون متعدد الأطراف، وهو ما ينعكس في التنسيق المستمر والتشاور بشأن قضايا إقليمية ودولية كبرى، وسط رغبة متبادلة في لعب أدوار إيجابية في دعم الاستقرار ومحاربة الفوضى في مناطق النزاع. وهنا يتبلور الحضور الإماراتي في الميادين السياسية والدبلوماسية كدولة فاعلة تسعى إلى إيجاد حلول سلمية واقعية.كما تمتد الشراكة إلى مجالات اقتصادية جديدة، حيث تسعى الإمارات إلى تبادل التكنولوجيات المتقدمة وتنمية الابتكار والتعاون في مشروعات تنموية مشتركة. ويأتي ذلك ضمن إطار تكامل اقتصادي يتيح لكلا البلدين الاستفادة من خبرات الآخر في مجالات الصناعات الثقيلة والتجهيزات المتقدمة، بما يخدم مساعي التنويع الاقتصادي لدى الدولة الخليجية ويعزز من التقدم الصناعي والتقني الروسي.وفي هذا السياق، تبرز الإمارات كمنصة محورية للتعاون الإقليمي والدولي، تعزز انتعاش الاقتصاد وتنمية القدرات، وتعمل على صقل شبكة التحالفات التي تضمن لها حضورًا واسعًا في المؤسسات الدولية، مع حرصها على بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المتوازنة.إن شراكة الإمارات وروسيا اليوم تعبّر عمّا يمكن أن تكون عليه علاقات الدول القائمة على الرؤية والرغبة في بناء علاقات ليست سطحية، بل مبنية على أطر تنموية واستراتيجية تجعل من الحوار والعمل المشترك أنجع السبل لمعالجة التحديات المتشابكة في عالم معقد ومتغير.