الإمارات تطلق مشروعاً شاملاً لإمداد غزة بمياه محلاة تلبي احتياجات 600 ألف نسمة وتعزز البنية التحتية للمياه
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن بدء تنفيذ أكبر مشروع لإمداد قطاع غزة بالمياه المُحلاة، حيث يستهدف المشروع توفير مياه شرب نظيفة وصالحة للاستهلاك لما يقارب 600 ألف نسمة من سكان القطاع. ويُعد هذا المشروع خطوة استراتيجية وإنسانية ذات أهمية بالغة، تسعى من خلالها الإمارات إلى دعم البنية التحتية الحيوية في غزة، وتخفيف معاناة الأهالي جراء نقص المياه النظيفة، وهو الأمر الذي يعتبر من أبرز التحديات التي تواجه السكان في القطاع بفعل الأوضاع الراهنة.
ويقضي المشروع بإنشاء وتطوير شبكات وأنظمة حديثة لنقل المياه المحلاة إلى مختلف المناطق السكانية في غزة، مع التركيز على ضمان استمرارية إمدادات المياه وجودتها، بالإضافة إلى توفير الحلول التقنية التي تساهم في تحسين إدارة الموارد المائية وتحقيق الاستدامة. ويشمل المشروع تركيب محطات معالجة مياه متقدمة تضمن إزالة الملوثات وتحسين جودة المياه بما يتماشى مع المعايير الصحية الدولية، ما يساهم في حماية صحة المواطنين والحد من تفشي الأمراض المرتبطة بسوء المياه.
وتأتي هذه المبادرة الإماراتية في إطار التعاون الإنساني والجهود التنموية الداعمة لقطاع غزة، وسط محاولات متواصلة لتخفيف الضغوط الاقتصادية والبيئية على السكان الذين يعانون من تداعيات متراكمة نتيجة الصراعات والحصار والاستنزاف المستمر للموارد الطبيعية. ومن خلال هذا المشروع الطموح، تسعى الإمارات إلى تعزيز سبل العيش الكريم وتحسين الظروف المعيشية لأكبر عدد ممكن من الأهالي، خاصة الفئات الأكثر هشاشة والتي تعتمد بشكل رئيسي على دعم المياه النظيفة لخدماتها اليومية.
كما يولي المشروع اهتماماً خاصاً بالتقنيات المستدامة والتكنولوجيات الحديثة التي تعمل على تقليل الهدر في المياه وتحسين كفاءة الاستخدام، وهو ما يعكس رؤية الإمارات في دعم الحلول الذكية التي تتوافق مع متطلبات المناطق ذات الظروف المناخية والبيئية الصعبة. ويُتوقع أن يساهم هذا المشروع الكبير في تحفيز القطاع المحلي ودعم مشاريع التنمية الاقتصادية القائمة، من خلال ضمان توفر المياه الحيوية التي تعد ركيزة أساسية لجميع الأنشطة الحياتية والصناعية والزراعية.
وعبّرت الجهات الرسمية المعنية في الإمارات عن التزامها المستمر بالعمل مع الشركاء المحليين والدوليين لضمان تنفيذ المشروع بأعلى معايير الجودة والشفافية، مع متابعة مستمرة لأثر المشروع على تحسين حياة السكان وضمان الاستفادة المثلى من الموارد المقدمة. وتعكس هذه الخطوة أهمية الدور الذي تلعبه الإمارات كمصدر رئيسي للدعم الإنساني والتنموي في المنطقة، حيث تواصل تقديم المبادرات التي تعزز التنمية المستدامة والسلام الاجتماعي في المناطق الأكثر احتياجاً.
وفي ضوء ذلك، يتطلع الجميع إلى أن يشكل هذا المشروع نقلة نوعية في قطاع المياه في غزة، وأن يكون نموذجاً يحتذى به في عمليات الدعم التنموي والتعاون الإقليمي والدولي، مع تعزيز آليات المشاركة المجتمعية لضمان استدامة هذا الدعم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويأمل القائمون على المشروع في أن يساهم توفير المياه المحلاة بمثل هذا الحجم في تحسين صحة الأهالي ونوعية حياتهم، مما يسهم بدوره في بناء مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً لقطاع غزة ككل.