في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التواصل الاجتماعي وتوفير بيئة مجتمعية متكاملة، أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، مبادرة “حوي دبي”، التي تهدف إلى إنشاء مساحات مجتمعية جديدة في مختلف أحياء المدينة، لتكون ملتقى للسكان، ومكانًا يحتضن تجمعاتهم ومناسباتهم واحتفالاتهم في أجواء مريحة وآمنة. هذه المبادرة تأتي تزامنًا مع “عام المجتمع”، الذي يركز على تعزيز الروابط الاجتماعية وترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة في نفوس الأجيال القادمة.

المبادرة تستهدف إنشاء مساحات عامة حديثة بروح إماراتية معاصرة، حيث تم التوجيه ببدء العمل في “حوي ند الشبا 4” بإشراف بلدية دبي ومؤسسة دبي للمستقبل، ليكون نموذجًا أوليًا يعكس رؤية جديدة للمساحات العامة في المدينة، مع التأكيد على تنفيذ المشروع خلال عام واحد. هذه المساحات ستوفر بيئة مثالية للتفاعل الاجتماعي، حيث يمكن للعائلات والأفراد الاستفادة منها في تنظيم الفعاليات المجتمعية، والأنشطة الثقافية، والاحتفالات، مما يعزز من روح الانتماء والتواصل بين أفراد المجتمع.

سمو الشيخ حمدان بن محمد أكد أن الترابط المجتمعي يُعد من أبرز القيم التي تربت عليها العائلات الإماراتية، وأنه من الضروري ترسيخ هذه القيم في نفوس الأطفال، ليختبروا ما عاشه آباؤهم وأجدادهم من تلاحم اجتماعي وتواصل يومي يعزز من قوة المجتمع. المبادرة تأتي في سياق رؤية دبي لتطوير بيئة حضرية متكاملة، حيث يتم التركيز على توفير مساحات عامة تلبي احتياجات السكان، وتساهم في تعزيز جودة الحياة، بما يتماشى مع توجهات المدينة نحو الاستدامة والتطور الحضري الذكي.

إلى جانب ذلك، تسعى المبادرة إلى إعادة إحياء مفهوم “الحوي”، الذي كان جزءًا أساسيًا من الحياة الاجتماعية في الإمارات، حيث كانت الساحات المفتوحة تشكل نقطة تجمع للعائلات والجيران، مما يعزز من روح التعاون والتواصل بينهم. من خلال هذه المبادرة، يتم إعادة إحياء هذا المفهوم بأسلوب حديث، يدمج بين التراث الإماراتي والتصاميم العصرية، ليكون نموذجًا يحتذى به في تطوير المساحات العامة داخل المدن.

هذه الخطوة تعكس التزام دبي بتعزيز الروابط الاجتماعية، حيث يتم العمل على توفير بيئة مجتمعية متكاملة، تتيح للسكان فرصة التفاعل والتواصل في أجواء مريحة وآمنة، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر ترابطًا وتلاحمًا، ويعزز من الهوية الثقافية للإمارة، في إطار رؤية مستقبلية تواكب تطلعات السكان وتلبي احتياجاتهم الاجتماعية. ومع بدء تنفيذ المشروع، يتوقع أن تشهد دبي نقلة نوعية في مفهوم المساحات العامة، مما يرسخ مكانتها كمدينة رائدة في توفير بيئة حضرية متكاملة تلبي تطلعات المجتمع.