شهد سوق العقارات في دبي خلال شهر إبريل نموًا غير مسبوق في مبيعات العقارات على المخطط، حيث سجلت زيادة بنسبة 124% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يعكس الطلب المتزايد على المشروعات الجديدة والمجتمعات السكنية المستقبلية. هذا الأداء الاستثنائي يأتي في ظل استمرار دبي في تعزيز مكانتها كوجهة استثمارية رائدة، مدعومة بالتخطيط الحضري المتطور والتشريعات التنظيمية الذكية التي تعزز ثقة المستثمرين في السوق العقاري.

وقد بلغت قيمة المعاملات العقارية في دبي خلال إبريل 2025 نحو 62.1 مليار درهم، وهو أعلى رقم شهري يتم تسجيله حتى الآن، بزيادة 94% في القيمة و54% في عدد المعاملات مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024. هذا النمو يعكس الحيوية المتواصلة في السوق العقاري، حيث شهدت العقارات على المخطط والمشروعات الجديدة ارتفاعًا بارزًا، إذ بلغت قيمتها 34.2 مليار درهم، محققة نموًا سنويًا بنسبة 124%. وقد ساهمت معاملات استراتيجية في وجهات متميزة مثل “نخلة جبل علي” و”ذا أويسيس من إعمار” بشكل كبير في هذا النمو، حيث شكّلت هذه المشاريع نسبة كبيرة من إجمالي قيمة المبيعات، رغم أن عدد الصفقات فيها كان محدودًا، مما يعكس شهية المستثمرين المتزايدة نحو المجتمعات المستقبلية والعقارات ذات العلامات التجارية.

أما السوق الثانوي، فقد شهد أيضًا أداءً قويًا، حيث سجلت العقارات الجاهزة مبيعات بقيمة 28 مليار درهم، موزعة على أكثر من 7,700 صفقة، بزيادة 67% في القيمة و66% في العدد مقارنة بإبريل 2024. ومن بين أبرز المعاملات صفقة بيع أرض بقيمة 1.45 مليار درهم في منطقة جبل علي، مما يعكس استمرار النشاط المتنامي في المجتمعات الرئيسية مثل نخلة جميرا، قرية جميرا الدائرية، ودبي مارينا، والتي ساهمت بشكل ملحوظ في تعزيز القيمة الإجمالية للمعاملات.

وتشير البيانات إلى أن الشقق لا تزال الخيار الأول لدى الباحثين عن السكن، سواء للإيجار أو الشراء، حيث شكلت 78% من عمليات البحث عن الإيجارات، و59% من عمليات البحث عن التملك في إبريل 2025. وقد استحوذت شقق الاستوديو على 21% من عمليات البحث عن الإيجارات، مقابل 14% فقط من اهتمام المشترين، مما يشير إلى فرص قوية لتحقيق العائد من هذه الفئة السكنية الصغيرة. أما الشقق ذات الغرفتين، فكانت الأكثر جذبًا للمشترين بنسبة 35%، وشكلت 31% من الطلب الإيجاري، مما يعكس توازنًا في الاهتمام بهذه الفئة.

ويؤكد الخبراء أن سوق العقارات في دبي يواصل تسجيل مستويات جديدة من الأداء، مدعومًا بالتخطيط الحضري الجريء، والتشريعات التنظيمية الذكية، وثقة المستثمرين، مما يعزز جاذبية السوق على المدى الطويل. هذا النمو المستمر في السوقين الأولي والثانوي يعد دليلًا واضحًا على صلابة السوق العقاري في دبي، ويؤكد أن الإمارة لا تزال واحدة من أكثر الوجهات الاستثمارية جذبًا في العالم، حيث توفر بيئة مثالية للاستثمار العقاري المستدام. الأيام القادمة ستكشف المزيد من التفاصيل حول مدى استمرار هذا الزخم، وما إذا كان سيؤدي إلى تحقيق مستويات قياسية جديدة في الأشهر المقبلة.