Published On: Mon, Nov 25th, 2024

ثمانية أسباب تدفع الشباب إلى طريق التعاطي والإدمان

الإدمان على المخدرات يعد أحد أبرز التحديات التي تواجه الشباب في العالم اليوم، ويشكل تهديدًا مستمرًا لمستقبلهم الصحي والاجتماعي. في الإمارات، حدد مختصون من أطباء وقانونيين ومستشارين اجتماعيين ثمانية أسباب رئيسة تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات وإدمانها، وهي: المشكلات الأسرية، أصدقاء السوء، إهمال الرقابة الأبوية، الشعور بالوحدة، ضعف الوازع الديني، ضعف الثقة بالنفس، الخجل الاجتماعي، وضعف الرقابة الاجتماعية.

الأسباب الفردية والاجتماعية

أكد الدكتور محمد راشد الظنحاني، مدير مركز أبوظبي للتوعية القانونية والمجتمعية “مسؤولية”، أن الأسباب المؤدية للإدمان تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

  1. أسباب فردية: مثل ضعف القيم الدينية والأخلاقية، والفضول والتجربة، ورفقاء السوء.
  2. أسباب مجتمعية: تتمثل في غياب الوعي بالقوانين والعواقب السلبية للإدمان، إضافة إلى انتشار بعض المعتقدات المغلوطة حول المخدرات.
  3. أسباب أسرية: تشمل التفكك الأسري، والصراعات العائلية، والإهمال، وعدم التواصل الجيد بين الآباء والأبناء.

أشار الظنحاني إلى أن التغيرات السلوكية الواضحة في الشخص، مثل تغير الأصدقاء، تدني المستوى الدراسي، تقلبات مزاجية مفاجئة، وطلب الأموال بشكل غير مبرر، يمكن أن تكون مؤشرات على التعاطي.

دور الأسرة في الوقاية

أوضح الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون أن الأسرة تعدّ من أولى وأهم العوامل في الوقاية من الإدمان. يؤكد الدكتور الظنحاني على ضرورة غرس القيم والمبادئ في الأبناء من خلال بناء علاقة قوية قائمة على الثقة، الحوار، والاحترام، ومساعدة الأبناء في تطوير مهارات رفض المخدرات. كما يجب أن يكون لدى الأسرة قدرة على الملاحظة والمتابعة والتدخل المبكر عند اكتشاف أي سلوك يشير إلى التعاطي.

الشخصية المعرضة للإدمان

من جانب آخر، أشار الدكتور أحمد السيد، أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان، إلى أن بعض الشخصيات تكون أكثر عرضة للإدمان بسبب ضعف الشخصية أو التعرض لصدمات نفسية، مما يجعلها تتجه إلى المخدرات كوسيلة للهروب من الواقع أو لتعويض القصور في الشخصية. وقد يتسبب التعاطي في حدوث تغيرات دائمة في الدماغ، مما يؤدي إلى إدمان الشخص على المخدرات وزيادة قدرته على التكيف معها.

مضاعفات الإدمان

أضاف الدكتور السيد أن مضاعفات الإدمان لا تقتصر على الصحة الجسدية فقط، بل تمتد لتشمل التأثيرات النفسية والاجتماعية. فالإدمان يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان، وأمراض القلب والكبد، وفقدان الذاكرة، والاكتئاب النفسي، إضافة إلى مشاكل اجتماعية مثل التفكك الأسري، والعنف، والجريمة.

التدخل والعلاج

تعمل الدولة في الإمارات على مكافحة هذه الظاهرة من خلال برامج علاجية شاملة وبرامج إعادة دمج المتعافين من الإدمان في المجتمع. وتستمر دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي في تنفيذ برامج متعددة مثل العلاج بالفن، والموسيقى، والرياضة، وبرامج التأهيل المتخصصة لدعم المتعافين.

برنامج “بيوت منتصف الطريق”

من أبرز المبادرات في هذا السياق هو برنامج “بيوت منتصف الطريق” الذي يهدف إلى إعادة تأهيل المتعافين من الإدمان من خلال تقديم خدمات اجتماعية ونفسية متخصصة، وتوفير بيئة آمنة تساعد الأفراد في رحلتهم نحو التعافي الكامل. هذا البرنامج يعد الأول من نوعه في المنطقة ويشمل أكثر من 35 برنامجًا تأهيليًا، من بينها العلاج بالتغذية، والخيول، والطبخ، فضلاً عن الأنشطة الرياضية والأنشطة الترفيهية التي تساعد المتعافين على إعادة بناء حياتهم بشكل إيجابي.

التوعية المجتمعية: خطوة نحو الحل

تستمر حملات التوعية بمخاطر المخدرات في الإمارات، والتي تشمل المدارس، الجامعات، والفعاليات المجتمعية، حيث تهدف إلى زيادة الوعي حول مخاطر الإدمان وتقديم النصائح التي تساعد الشباب في تجنب الوقوع في فخ المخدرات. وفي الوقت نفسه، تواصل الجهات المختصة تعزيز دور الأسر في حماية أبنائهم من هذه الآفة من خلال توفير النصائح والإرشادات التي تساهم في بناء شخصيات قوية ومقاومة للضغوط.

الخلاصة

إن الإدمان على المخدرات يعد مشكلة معقدة تتداخل فيها الأسباب الفردية، الاجتماعية، والأسرية. وتواجه الإمارات هذه القضية بعزم عبر تطوير برامج وقائية وعلاجية شاملة، إضافة إلى تعزيز الوعي المجتمعي ودعم الأسر والمراهقين لمساعدتهم في تجنب الوقوع في براثن المخدرات.