أولياء الأمور يشكون من رسوم أنشطة مدرسية بلا جدوى تعليمية في المدارس الخاصة
في ظل تزايد الأنشطة المدرسية في بعض المدارس الخاصة، أبدى أولياء الأمور استياءهم من فرض رسوم مرتفعة على أنشطة وصفوها بأنها بلا جدوى تعليمية. وقد تم تسليط الضوء على بعض الأنشطة الغريبة مثل “يوم الفاكهة والخضراوات” و”جلوبال”، حيث اعتبر الأهل أن هذه الأنشطة تتجاوز جوهر العملية التعليمية ولا تساهم في تطوير مهارات الطلبة.
أنشطة متكررة ورسوم مرتفعة
أكد أولياء الأمور أن بعض المدارس تنظم فعاليات أسبوعية تشمل رحلات ومشاريع ومسابقات واحتفالات، مما يثقل كاهل الأسر بالرسوم التي تتجاوز 700 درهم في بعض الأحيان. واعتبروا أن هذه الأنشطة لا تضيف قيمة حقيقية للطلاب، في حين أن الأعباء المالية المتزايدة تأتي في وقت يواجهون فيه التزامات مالية أخرى مثل الرسوم الدراسية.
وجهات نظر المعلمين ومديري المدارس
من جهة أخرى، أشار بعض المعلمين إلى أن الأنشطة اللاصفية تلعب دورًا هامًا في تنمية مهارات الطلبة الحياتية، مشددين على ضرورة وجود هذه الأنشطة لتعزيز التفاعل مع المناهج. وفيما يتعلق برسوم هذه الأنشطة، لم يقدم المعلمون تعليقات واضحة حول كيفية تحديدها أو تأثيرها المالي على الأسر.
مديرو المدارس أكدوا على أهمية البرامج الترفيهية في كسر روتين الدراسة وتعزيز تفاعل الطلبة، لكنهم لم يوضحوا كيفية تنظيم هذه الأنشطة أو كيفية تأثيرها في الوضع المالي للأسر.
التفاوت بين المدارس الحكومية والخاصة
تظهر الفروق واضحة بين المدارس الحكومية والخاصة في هذا السياق. حيث لا تفرض المدارس الحكومية أعباء مالية إضافية على أولياء الأمور، وتكون الأنشطة فيها محدودة ولا تشكل عبئًا ماليًا. بينما المدارس الخاصة، وفقًا لآراء أولياء الأمور، تتجه نحو فرض رسوم مرتفعة على الأنشطة، مما يساهم في زيادة الضغوط المالية على الأسر.
دعوات لإعادة هيكلة الأنشطة المدرسية
طالب أولياء الأمور بإعادة هيكلة الأنشطة المدرسية بحيث يتم تنظيمها وفق جدول زمني واضح وبرسوم معتمدة من الجهات المتخصصة. وأشاروا إلى أن الأسر التي لديها أكثر من طالب في مراحل دراسية مختلفة هي الأكثر تضررًا من هذه المطالبات المتكررة، مما يؤدي إلى ضغط مالي ونفسي كبير.
خبراء التربية يطرحون الحلول
أكد الدكتور أحمد الجنابي، الخبير التربوي، على أهمية الأنشطة اللاصفية في تعزيز المهارات الشخصية والاجتماعية للطلاب، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون هذه الأنشطة مدروسة بعناية ولها أهداف واضحة. وشدد على ضرورة تقييم الأنشطة المدرسية واعتمادها من قبل الجهات المعنية، لضمان جدواها وتحقيق فائدة حقيقية للطلاب دون تحميل أولياء الأمور أعباء إضافية.
ختامًا
تسعى المؤسسات التعليمية إلى تحقيق توازن بين الأنشطة التعليمية والترفيهية، لكن من الضروري أن تتم هذه الأنشطة بطرق مدروسة تأخذ في الاعتبار القدرة المالية للأسر وضمان تحقيق الفائدة التعليمية المرجوة. يتطلب الأمر تعاونًا بين المدارس وأولياء الأمور والجهات المعنية لتحقيق بيئة تعليمية صحية ومستدامة.