Published On: Wed, May 21st, 2025

“صناعة المستقبل في الإمارات: عندما يتحول الابتكار إلى واقع مدعوم بالتكنولوجيا”

في قلب دولة الإمارات العربية المتحدة، تتجسد رؤية واضحة نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام يرتكز على المعرفة والابتكار، تحت شعار “صنع في الإمارات”. هذه المبادرة لم تعد مجرد حملة ترويجية أو شعار وطني، بل تحولت إلى نهج متكامل يدمج بين الإبداع البشري والتكنولوجيا المتطورة، لتشكل الإمارات بذلك نموذجًا عالميًا في الصناعة المتقدمة والتحول الرقمي.

تشهد الدولة نهضة صناعية نوعية، تعتمد على تطوير الصناعات الوطنية وتعزيز تنافسيتها عالميًا، وذلك من خلال بيئة تشريعية محفزة وبنية تحتية متقدمة تدعم الابتكار وتسرّع وتيرة التصنيع الذكي. فقد وفرت الإمارات منصة استراتيجية تحتضن الصناعات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات، والطاقة المتجددة، مما جعل منها مركزًا إقليميًا لجذب الاستثمارات الصناعية والشركات الرائدة.

ما يميز تجربة الإمارات في هذا المسار هو التوازن الذكي بين تطوير التقنيات الحديثة والمحافظة على الهوية الوطنية، حيث تعمل الصناعات المحلية تحت مظلة الجودة العالمية ولكن بروح إماراتية أصيلة. وتعكس مبادرة “صنع في الإمارات” هذا التوجه بوضوح، فهي دعوة مفتوحة لجميع المستثمرين والمبتكرين ورواد الأعمال للمشاركة في بناء مستقبل صناعي يرتكز على الإبداع، ويعتمد على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية.

لم تعد الإمارات اليوم مجرد مستورد للتكنولوجيا، بل أصبحت لاعبًا فاعلًا في إنتاجها وتطويرها، بفضل الدعم الحكومي الكبير والتحفيز المستمر للشركات المحلية والدولية التي تتبنى مفاهيم الابتكار والاستدامة. ويمثل هذا التوجه الصناعي جزءًا من رؤية الإمارات 2031، التي تركز على تعزيز الإنتاج الوطني، وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات الحيوية.

ومن خلال الشراكات العالمية مع كبرى الشركات التكنولوجية، وإنشاء مناطق صناعية متخصصة ومراكز أبحاث وابتكار، تعمل الإمارات على تسريع عجلة التصنيع الذكي وخلق فرص وظيفية جديدة، وبناء كوادر وطنية قادرة على قيادة هذا التحول الصناعي. إن التجربة الإماراتية في دمج الابتكار بالتكنولوجيا في المجال الصناعي تُعد مثالًا يحتذى به في المنطقة، وتجسد بوضوح كيف يمكن للدول أن تواكب المتغيرات العالمية من خلال الاستثمار في الإنسان والتقنية معًا.