مدير تحرير جريدة «الأخبار المصرية»: ضرورة قيام البرلمانات بتخصيص مساحة أكبر للتفاعل مع جمهور المستخدمين
أكد الدكتور أسامة السعيد، الباحث والمحاضر في مجال الإعلام ومدير تحرير جريدة الأخبار المصرية، أن الإعلام البرلماني شهد تحولات كبيرة على مر العقود الماضية. وعلى مدى سنوات طويلة، كانت المهام والأدوار التقليدية تتمحور حول “الإخبار والتفسير والترويج والرقابة”. وأشار إلى أنه مع تحول الظروف السياسية وتطور التحديات التي فرضتها حقبة الرقمنة، لم تعد الأدوار التقليدية قادرة على تلبية الاحتياجات السياسية والاجتماعية التي ينبغي للإعلام البرلماني القيام بها.
وفي الملتقى الذي أقيم، تم استعراض تجارب الإعلام البرلماني في خمس برلمانات عربية، وهي مصر والبحرين والسعودية والكويت والعراق، خلال النصف الأول من العام الجاري. وأظهرت وسائل التواصل المتاحة في مواقع تلك البرلمانات توفير وسائل اتصال بالبرلمان، مثل الهواتف والبريد والموقع الإلكتروني، وقدمت جميع المواقع إشارة واضحة لصفحاتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، على الرغم من تباين استخدام البرلمانات في العينة التي تمت دراستها لعدد تلك المنصات.
وقد اتاحت المواقع مواد للتثقيف السياسي والقانوني المتعلق بنشاط عمل البرلمان، ووفرت بيانات عن أعضاء البرلمان. ومع ذلك، تباين مستوى المعلومات المتاحة عن النواب من موقع إلى آخر. وأشاد المتحدث بالموقع الإلكتروني لمجلس الشورى البحريني، مؤكدًا أنه موقع نموذجي يوفر أدوات التواصل، حيث يتميز موقع مجلس الشورى البحريني بأداتين تسهلان المزيد من التفاعل مع جمهور مستخدمي الموقع. فهو يوفر أداة واضحة لتسجيل طلب حضور الجلسات، بالإضافة إلى وضع استطلاع رأي إلكتروني حول رأي المستخدمين في خدمات الموقع ومقترحاتهم للتطوير، وكذلك يسلط الضوء على الاهتمامات التي تحتل أولوية لديهم في القضايا التي يقدمها الموقع. ويعتبر ذلك وسيلة جيدة للحصول ععلى تفاعل ومشاركة المواطنين في عملية صنع القرار السياسي.
وفي العموم، يُعد الإعلام البرلماني أداة هامة لتعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية في عملية صنع القرارات السياسية. يساهم في زيادة الوعي السياسي للمواطنين وتوفير المعلومات حول القضايا التي يناقشها البرلمان والتشريعات المطروحة والجلسات والفعاليات المرتبطة بأعضاء البرلمان.
على مدى السنوات الأخيرة، شهدت وسائل الإعلام التقليدية والرقمية تطورًا كبيرًا، مما يوفر فرصًا جديدة للإعلام البرلماني. وتكمن أهمية التواصل الفعال والمنصف بين البرلمان والمواطنين في إقناعهم بأن صوتهم يهم وأن لديهم دور في صنع القرارات السياسية.
من أمثلة الوسائل التي يمكن استخدامها في الإعلام البرلماني، يمكن ذكر البث المباشر لجلسات البرلمان على الإنترنت، وتوفير مواقع وتطبيقات الكترونية تتيح للمواطنين الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالبرلمان، بما في ذلك التشريعات المطروحة والتقارير والإحصائيات.
أيضًا، يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للتواصل والتفاعل مع المواطنين، من خلال نشر أخبار وتحديثات على منصات مثل تويتر وفيسبوك وإجراء استطلاعات الرأي والاستفتاءات لقياس آراء الجمهور والاستفادة منها في صنع القرارات.
بشكل عام، الإعلام البرلماني يسعى إلى تحقيق التواصل والتفاعل بين البرلمان والمواطنين، وتعزيز الشفافية والمشاركة العامة في العملية الديمقراطية. ومع التطور التكنولوجي، فإن هناك إمكانات كبيرة لاستخدام الوسائل الرقمية لتحقيق ذلك وتوسيع نطاق وصول المواطنين إلى المعلومات البرلمانية.