Published On: Fri, Jan 10th, 2025

مبادرة “السنع الرقمي” تساهم في تأمين الطلبة وتطوير دور الوالدين في التربية

أعلنت جمعية المعلمين عن إطلاق مبادرة “السنع الرقمي”، التي تهدف إلى حماية الطلبة من المخاطر المتزايدة في الفضاء الرقمي، وهو بيئة تتميز بتطورات التكنولوجيا السريعة واستخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات. تهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي الرقمي وتعليم الطلبة وأسرهم كيفية التعامل بشكل آمن ومسؤول في هذا الفضاء، في ظل الحاجة الملحة لتطوير مهارات الوالدين في فنون التربية الرقمية.

تحديات الفضاء الرقمي

أوضحت الدكتورة حصة الطنيجي، عضو مجلس إدارة جمعية المعلمين وأمين سر الجمعيات المهنية، أن التقدم التكنولوجي السريع واستخدام الذكاء الاصطناعي قد أسهما في توسع الفضاء الرقمي، مما يطرح العديد من التحديات للأسر. ففي حين يوفر الفضاء الرقمي فرصاً عديدة، فإنه يهدد أيضاً سلامة الأبناء نتيجةً للمخاطر الإلكترونية مثل التنمر والتهديدات السيبرانية.

وأكدت الطنيجي أن الأسرة تلعب دوراً أساسياً في تربية الأبناء، حيث تعد هي المصدر الأول لتعزيز القيم الأخلاقية والرقابة على استخدام التكنولوجيا. كما أشارت إلى أن وجود “لغة حوار” حقيقية بين الوالدين والأبناء أصبح أمراً ضرورياً لتحقيق التوازن بين التربية السليمة واستخدام التقنيات الحديثة.

مخاطر غياب الوعي الرقمي

تطرقت الطنيجي إلى المخاطر التي قد تنجم عن غياب الوعي بأخلاقيات التعامل في الفضاء الرقمي، والتي تشمل مخاطر اجتماعية مثل التنمر الإلكتروني، والتهديدات، والتواصل الضعيف مع المجتمع. كما تحدثت عن تأثير التكنولوجيا على الحياة التعليمية، حيث قد تؤدي إلى تأخر التحصيل الدراسي، ضعف القدرات الاستيعابية، والانعزالية الاجتماعية.

على المستوى الثقافي، قد يتعرض الأبناء لغزو فكري أو توجيه سلوكهم نحو العدوانية، بينما في الجانب النفسي قد يعانون من مشاعر القلق والاكتئاب بسبب الإفراط في استخدام التكنولوجيا. وأكدت الطنيجي أن العلاقة الأسرية هي الأكثر تضرراً من هذه المخاطر، نظراً لانخفاض مستوى التواصل الأسري بسبب الانشغال بالأجهزة الرقمية.

استراتيجيات لتعزيز القيم الأخلاقية

اقترحت الطنيجي ست استراتيجيات أساسية لتقوية القيم الأخلاقية لدى الأبناء في العالم الرقمي، ومنها:

  1. الإلمام بالقوانين الرقمية: تعليم الأبناء كيفية التعامل مع التكنولوجيا وفقاً للقوانين.
  2. توجيه الأبناء نحو الاستخدام الأمثل للتواصل الاجتماعي: ضمان توجيه الأبناء نحو استخدام الوسائل الرقمية بشكل إيجابي.
  3. توعية الأبناء بمخاطر القرصنة الإلكترونية والابتزاز: تعليم الأبناء كيفية تجنب المخاطر المرتبطة بالإنترنت.
  4. توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي: استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز القيم الأخلاقية ومراقبة الأنشطة الرقمية.
  5. تقنين فترات الاستخدام الرقمي: تحديد الوقت الذي يقضيه الأبناء أمام الشاشات لضمان توازن حياتهم.
  6. تشجيع الأنشطة البديلة: تحفيز الأبناء على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، مثل الأندية الرياضية والأنشطة التطوعية.

الطفل الرقمي ومهاراته

في ختام حديثها، شددت الطنيجي على أهمية التعرف إلى سيكولوجية الطفل الرقمي واحتياجاته النفسية والعاطفية. وأكدت ضرورة التوازن بين التفاعل مع الأبناء في العالم الرقمي والاهتمام بهم بمبدأ الشفافية والصدق.