Published On: Tue, Mar 18th, 2025

4 مراحل عمرية تحدّد دور الآباء في وقاية أبنائهم من المخدرات

تُعدّ الوقاية من المخدرات مسؤولية مجتمعية، لكن الدور الأكبر فيها يقع على عاتق الآباء، الذين يمكنهم حماية أبنائهم من هذه الآفة من خلال الوعي والتوجيه السليم في كل مرحلة عمرية. إذ تختلف أساليب التوعية والتأثير حسب عمر الطفل، ما يجعل فهم هذه المراحل أمرًا أساسيًا في التربية الوقائية.

1. الطفولة المبكرة (من 3 إلى 7 سنوات): بناء القيم والسلوكيات

في هذه المرحلة، يكون الطفل كالإسفنجة يمتص القيم والمفاهيم الأساسية من والديه. لذلك، يجب على الآباء التركيز على:

  • تعزيز الثقة بالنفس وتعليم الطفل كيف يقول “لا” لأي شيء غير مقبول.
  • غرس القيم الإيجابية مثل الصدق والمسؤولية.
  • التحدث بلغة بسيطة عن أهمية الصحة وتجنب المواد الضارة.

2. الطفولة المتوسطة (من 8 إلى 12 سنة): الوعي بالمخاطر

مع نمو الطفل، يبدأ في استكشاف العالم خارج إطار الأسرة، وهنا تزداد الحاجة إلى تقديم معلومات أكثر وضوحًا حول المخدرات. يمكن للآباء:

  • توضيح مخاطر التدخين والمخدرات وتأثيرها على الصحة والمستقبل.
  • تعليم الطفل كيفية اتخاذ قرارات سليمة والابتعاد عن الضغوط السلبية.
  • مراقبة نوعية الأصدقاء الذين يحيطون به، وتشجيعه على بناء صداقات إيجابية.

3. المراهقة المبكرة (من 13 إلى 17 سنة): التعامل مع الضغوط الاجتماعية

تعتبر هذه المرحلة الأخطر، حيث يصبح المراهق أكثر عرضة للتأثر بأقرانه. وهنا يكون دور الأهل كداعم ومرشد وليس مجرد موجّه أو معاقِب. ويشمل ذلك:

  • تعزيز الحوار المفتوح والصادق مع الأبناء، والاستماع إلى مشاعرهم دون انتقاد.
  • توضيح العواقب القانونية والاجتماعية والصحية لتعاطي المخدرات.
  • تشجيع الأبناء على ممارسة الرياضة والأنشطة التي تبعدهم عن السلوكيات الخطرة.

4. مرحلة الشباب (18 سنة فأكثر): تعزيز المسؤولية الشخصية

مع دخول الأبناء مرحلة النضج، يصبح دور الآباء أقل توجيهًا لكنه لا يزال مهمًا في تعزيز الاستقلالية المسؤولة. يمكنهم:

  • الاستمرار في تقديم النصائح والدعم عند الحاجة.
  • التأكيد على أهمية اتخاذ قرارات مدروسة وعدم الانسياق وراء المغريات.
  • تذكيرهم بأن الوقوع في الإدمان قد يبدأ بتجربة بسيطة ولكن له عواقب خطيرة.

ختامًا

تختلف طرق الوقاية باختلاف المراحل العمرية، لكن العامل المشترك هو بناء علاقة قوية قائمة على الثقة والتواصل المستمر. فالأبناء الذين يحظون بدعم أسري قوي يكونون أقل عرضة للوقوع في فخ الإدمان، وأكثر قدرة على مقاومة الضغوط السلبية في المجتمع.