البنتاغون ينفي تسريب مواد سرية عبر محادثة “سيغنال” ويواجه دعوات للتحقيق
في حادثة أثارت جدلاً واسعًا، نشرت مجلة “ذا أتلانتيك” تفاصيل محادثة عبر تطبيق “سيغنال” ضمت مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، حيث تم تبادل معلومات حول خطط عسكرية لشن هجمات ضد جماعة الحوثيين في اليمن. المثير للجدل أن هذه المحادثة شملت بالخطأ رئيس تحرير المجلة، جيفري غولدبرغ، مما أدى إلى تسريب محتوى المحادثة إلى العلن.
وفقًا للتقارير، تضمنت المحادثة معلومات حساسة، مثل توقيتات انطلاق الطائرات الحربية والأسلحة المستخدمة في الهجمات المخطط لها. هذا الأمر أثار مخاوف بشأن احتمال تعريض العمليات العسكرية والأفراد المشاركين فيها للخطر في حال وصول هذه المعلومات إلى جهات غير مصرح لها.
من جانبه، نفى البنتاغون أن تكون المحادثة قد احتوت على أي مواد سرية أو خطط حربية مفصلة. وأكد وزير الدفاع هيغسيث في تصريحات صحفية أن “لا أحد يرسل خطط حرب عبر الرسائل النصية”، مشددًا على أن المعلومات المتداولة لم تكن سرية. كما أوضحت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، أن المحادثة لم تتضمن أي مواد مصنفة سرية.
رغم هذه التوضيحات، طالب أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ، بمن فيهم السيناتور جيم هايمز، بإجراء تحقيق شامل في الحادثة، معربين عن قلقهم من أن يكون بعض المسؤولين قد قدموا شهادات غير دقيقة حول طبيعة المعلومات التي تم تبادلها. كما دعا بعضهم إلى استقالة المسؤولين المتورطين، بمن فيهم وزير الدفاع هيغسيث ومستشار الأمن القومي مايك والتز.
في المقابل، دافع الرئيس ترامب عن إدارته، مؤكدًا أنه “مرتاح” للوضع، ومقللاً من أهمية التسريب، وواصفًا إياه بأنه “خلل” بسيط. وأشار إلى أن المعلومات المتداولة لم تكن لتؤثر على سير العمليات العسكرية.
تسلط هذه الحادثة الضوء على المخاطر المرتبطة باستخدام تطبيقات المراسلة غير الرسمية في تداول معلومات حساسة، وتثير تساؤلات حول إجراءات الأمان والسرية المتبعة في المؤسسات الحكومية، خاصة في ما يتعلق بالعمليات العسكرية.