تشهد الكرة الأرضية الليلة ظاهرة فلكية مميزة تتمثل في خسوف كلي للقمر، وهو الحدث الذي يترقبه عشاق الفلك حول العالم. هذه الظاهرة الفريدة تحدث عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر على استقامة واحدة، مما يؤدي إلى دخول القمر في ظل الأرض، ليظهر بلون مميز يتراوح بين البرتقالي والأحمر الداكن، وهو ما يُعرف بـ”القمر الدموي”.

الخسوف الكلي للقمر الليلة يُمكن مشاهدته في العديد من مناطق العالم، بما في ذلك أجزاء من الوطن العربي. وفقًا للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن الخسوف سيبدأ بدخول القمر في منطقة شبه الظل، ثم ينتقل إلى منطقة الظل ليصل إلى ذروته، حيث يغطي ظل الأرض حوالي 118% من سطح القمر. تستمر جميع مراحل الخسوف لمدة تقارب ست ساعات وثلاث دقائق، بينما يستغرق الخسوف الكلي حوالي ساعة وخمس دقائق.

المناطق الأكثر حظًا بمشاهدة هذه الظاهرة تشمل أوروبا، أجزاء كبيرة من آسيا، إفريقيا، الأمريكتين، والمحيطين الأطلسي والهادئ. أما في الوطن العربي، فستكون دول مثل المغرب والجزائر وتونس من بين المناطق التي يمكن فيها متابعة الخسوف بشكل واضح.

على عكس الكسوف الشمسي، فإن مشاهدة خسوف القمر آمنة تمامًا للعين المجردة، ولا تتطلب استخدام نظارات خاصة. هذه الظاهرة ليست فقط فرصة للاستمتاع بجمال السماء، بل تُعد أيضًا مناسبة للتأمل في عظمة الكون وآياته.

الخسوف القمري يُعتبر حدثًا فلكيًا ذا أهمية علمية ودينية. فهو يساعد العلماء على دراسة الغلاف الجوي للأرض من خلال تحليل الضوء المنكسر، كما يُستخدم لتحديد بدايات الأشهر القمرية بدقة. من الناحية الدينية، يُستحب عند حدوث الخسوف الإكثار من الصلاة والدعاء، تذكيرًا بآيات الله وعظمته.