مناقشة رسالة ماجستير للطالب الراحل فرحان المطيري: تكريم للجهود العلمية والإصرار
في لفتة إنسانية مؤثرة، نظمت جامعة الملك عبد العزيز مناقشة لرسالة الماجستير الخاصة بالطالب فرحان مسفر مصلح المطيري، الذي توفي بعد صراع طويل مع مرض السرطان. ورغم معاناته الصحية، أكمل فرحان كتابة رسالته العلمية التي كانت تتعلق بتطوير تكنولوجيا الإلكترونيات الشفافة، والتي تشمل تطبيقات مبتكرة مثل الخلايا الشمسية ونوافذ ذكية، ما يعكس التزامه الكبير بالعلم والبحث.
تفاصيل الرسالة البحثية
تمحورت رسالة فرحان حول “تحضير تركيبة إلكترونية باستخدام طبقات رقيقة شفافة عبر تقنية الانحلال الحراري بالرش”، وهي تقنية بسيطة وفعالة في تحضير الأغشية الرقيقة من أكسيد الزنك وأكسيد النيكل، والتي يمكن استخدامها في عدة مجالات مثل الإلكترونيات الشفافة وكواشف الأشعة فوق البنفسجية. لقد قام فرحان، في الجزء الأول من رسالته، بدراسة تأثير ظروف التحضير على الخصائص الفيزيائية لهذه الأغشية، ثم في الجزء الثاني، تناول خصائص التركيبة الإلكترونية الشفافة ومدى جودتها الكهربائية.
وقد نشرت نتائج أبحاثه في مجلة علمية مرموقة ذات تأثير عالٍ في المجال العلمي، ما يعكس مدى إصراره على تحقيق النجاح رغم الظروف الصحية الصعبة التي مر بها.
قصة الشجاعة والإصرار
كان من المؤلم أن يكتشف فرحان إصابته بالسرطان في المرحلة الأخيرة من إعداد رسالته. لكن، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها بسبب مرضه، لم يتراجع عن استكمال عمله العلمي. وظل مكرسًا لمهامه الأكاديمية بين جلسات العلاج الإشعاعي، مما يعكس عزيمته وإصراره الكبير على مواصلة البحث والإبداع حتى اللحظة الأخيرة.
الاعتراف والتكريم
في هذا السياق، أشادت جامعة الملك عبد العزيز برئيس قسم الفيزياء، الدكتور أحمد عبيد الزهراني، الذي حرص على عقد مناقشة الرسالة رغم وفاة الطالب، تقديرًا لجهوده العلمية ولتكريمه بعد رحيله. وأوصت اللجنة بمنح فرحان درجة الماجستير تقديرًا لعمله الدؤوب واستيفائه كامل متطلبات الدرجة.
هذه اللفتة الإنسانية من الجامعة تبرز أهمية تقدير الجهود الأكاديمية والعلمية التي يبذلها الطلبة، حتى في أصعب الظروف، وتعكس التزام المؤسسات التعليمية بتكريم العقول اللامعة التي تساهم في تقدم العلوم.
ختامًا
لقد ترك الطالب الراحل فرحان المطيري بصمة واضحة في مجال البحث العلمي، وأثبت أن الإصرار على النجاح لا يتوقف أمام أي تحدٍ. وتستمر الجامعة في تكريمه لتظل إنجازاته مصدر إلهام للأجيال القادمة من الباحثين والطلاب.