حقل ظهر يعود بقوة: مصر تستعد لاستقبال سفينة “سانتوريني” لحفر آبار جديدة لتعويض تراجع الإنتاج
في خطوة استراتيجية هامة تهدف إلى تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي من حقل “ظهر”، أعلنت وزارة البترول المصرية عن استعدادها لاستقبال سفينة الحفر العملاقة “سانتوريني”، والتي ستصل إلى مصر في 15 ديسمبر 2024. هذه السفينة، التي تعمل حاليًا في حقل موبان النفطي في ناميبيا، ستقوم بحفر بئرين جديدين في حقل “ظهر” الذي يعد أكبر حقول الغاز في مصر والبحر الأبيض المتوسط. من المتوقع أن تستمر مهمة سفينة “سانتوريني” لمدة ثلاثة أشهر، وقد يُستعان بحفارات إضافية إذا لزم الأمر لضمان استكمال العملية في الوقت المحدد.
التحديات: تراجع الإنتاج وضرورة تعويضه
يواجه حقل “ظهر” تحديات كبيرة في ظل تراجع إنتاجه منذ نهاية العام الماضي. فقد تراجع إنتاج الحقل إلى حوالي 1.8 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقارنةً بـ 1.9 مليار قدم مكعبة في النصف الأول من العام 2024. وعلى الرغم من هذا التراجع، لا يزال حقل “ظهر” يمثل جزءًا أساسيًا من استراتيجية مصر لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي وتقليل الاعتماد على استيراد الغاز. خلال العام المالي 2023-2024، سجل متوسط إنتاج الحقل نحو ملياري قدم مكعبة يوميًا.
الاستثمار وتعزيز الإنتاج
في ضوء تراجع الإنتاج، فإن مصر تعمل على تنفيذ خطة طموحة لتعويض هذا التراجع. وزيرة البترول المصرية، المهندس كريم بدوي، أكدت في مؤتمر صحفي في أكتوبر 2024 أن وزارة البترول تركز على تسريع أنشطة الإنتاج، بما في ذلك الحفر في حقل “ظهر”. وأشار إلى أن شركة “إيني” الإيطالية، التي تدير الحقل، ستواصل عمليات الحفر للوصول إلى هدف إنتاج إضافي قدره 220 مليون قدم مكعبة يوميًا.
كما تسعى الوزارة لزيادة الاستثمارات في أنشطة الحقل، حيث وصل حجم الاستثمارات في حقل “ظهر” إلى أكثر من 677 مليون دولار، بالإضافة إلى تعزيز الجهود لتعويض الانخفاض الطبيعي في الإنتاج.
التعاون مع “إيني” والخطط المستقبلية
من المقرر أن يكون عام 2025 عامًا حاسمًا بالنسبة لقطاع الغاز في مصر، حيث تركز وزارة البترول على تسريع أنشطة التنمية والإنتاج في حقل “ظهر” من خلال استخدام حفارات جديدة وأسطول الحفر الحالي. ويهدف ذلك إلى تعويض التناقص الطبيعي في الإنتاج، وتقليل الفاتورة الاستيرادية من الغاز، بالإضافة إلى تسريع اكتشافات جديدة وزيادة الاحتياطيات.
بالإضافة إلى ذلك، تتعاون الحكومة المصرية مع شركة “إيني” الإيطالية لتعزيز قدرات الحقل، مما يساهم في تحقيق الأهداف الطموحة لتأمين احتياجات مصر من الغاز الطبيعي وزيادة صادراتها إلى الأسواق العالمية.
الخلاصة
تسعى مصر، عبر خططها الطموحة وأسطول الحفر المتطور، إلى تعزيز إنتاج حقل “ظهر” واستعادة معدلات الإنتاج السابقة. ومع وصول سفينة “سانتوريني” في ديسمبر، من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة زيادة ملموسة في الإنتاج، ما يساعد مصر على مواصلة دورها البارز في سوق الغاز الطبيعي ويعزز من مكانتها كمصدر رئيسي للطاقة في المنطقة.