كشفت دراسة حديثة أجرتها منظمة النقل الجوي الدولية (IATA) عن الفوائد المشتركة التي يجنيها كل من شركات الطيران والمسافرون من خلال التحالفات الجوية الاستراتيجية، والتي أصبحت أحد أهم الركائز في صناعة النقل الجوي العالمية.

وأظهرت البيانات أن هذه التحالفات، وعلى رأسها “ستار ألاينس” و”ون وورلد” و”سكاي تيم”، تمكن المسافرين من الوصول إلى أكثر من 1300 وجهة حول العالم عبر تذاكر واحدة، بينما توفر لشركات الطيران فرصاً لخفض التكاليف التشغيلية بنسبة تصل إلى 15%.

من جانبه، أوضح خالد العبري، الخبير في اقتصاديات النقل الجوي، أن هذه التحالفات تعمل على ثلاثة مستويات رئيسية: تشارك الرمز (Code Sharing) الذي يسمح للشركات ببيع تذاكر على رحلات بعضها البعض، وتكامل برامج الولاء التي تمكن المسافرين من جمع الأميال واستخدامها عبر مختلف الشركات، بالإضافة إلى التكامل في الخدمات الأرضية والخدمات اللوجستية.

وأضاف العبري أن المسافرين يحصلون على أربع مزايا أساسية من هذه التحالفات:

1. مرونة أكبر في اختيار الرحلات والمواعيد
2. تكاليف أقل نتيجة المنافسة بين الشركات
3. سهولة التنقل بين المطارات عبر خدمات الترانزيت المشتركة
4. فرص أكبر لترقية المقاعد وجمع الأميال

من جهتها، أكدت شركة “اتحاد للطيران”، العضو في تحالف “ستار ألاينس”، أن هذه الاستراتيجيات ساهمت في زيادة عدد ركابها بنسبة 22% خلال العام الماضي، بينما سجلت “طيران الإمارات”، الشريك الرئيسي في تحالف “سكاي تيم”، نمواً بنسبة 18% في عائداتها من الرحلات المشتركة.

ويرى مراقبون أن مستقبل هذه التحالفات سيشهد مزيداً من التطور مع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المسافر، حيث بدأت بعض التحالفات في تطبيق أنظمة تذاكر ذكية توفر خيارات سفر مخصصة بناءً على تاريخ تنقلات المسافرين وتفضيلاتهم.

يذكر أن صناعة الطيران العالمية تشهد حالياً تحولات كبرى في سياسات التحالفات، مع توقعات بإعلان شركات جديدة عن انضمامها لهذه التحالفات خلال العام الجاري، في خطوة تهدف إلى تعافي القطاع بعد التحديات التي فرضتها جائحة كورونا.